قد تلاحق فرنسا بستراتسبورغ بروكسل تلوّح بالقانون في قضية الغجر تعليمات تطلب من مديري شرطة فرنسا تفكيكا سريعا للمعسكرات مع التركيز على الغجر (الفرنسية)
لوّحت المفوضية الأوروبية بإطلاق ملاحقات
قانونية ضد فرنسا إن لم توقف ترحيل الغجر، وهم أقلية تنفي باريس استهدافهم
لعِرقهم، لكن وثيقة رسمية فرنسية سربت للصحافة شككت في زعمها هذا.
وقالت مفوّضة شؤون العدل في الاتحاد
الأوروبي فيفيان ريدينغ متحدثة في مؤتمر صحفي في بروكسل اليوم، "دور
المفوضية (الأوروبية) كحامية للاتفاقيات (الأوروبية) سيصبح صعبا جدا إذا لم
يعد بإمكاننا بعد اليوم الثقة بضمانات يعطيها وزيران في اجتماع رسمي".
وكانت فيفيان تشير إلى وزيريْ الهجرة
والداخلية الفرنسيين إريك بيسون وبروس أورتوفو اللذين أكدا للمفوضية أن
فرنسا لا تستهدف الغجر لذاتهم.
وثيقة رسمية
لكن
وثيقة عليها توقيع رئيس ديوان وزير الداخلية أورتوفو عمرها 40 يوما شككت
في هذا الزعم، إذ حملت تعليمات إلى مديري الشرطة بتفكيك مئات المعسكرات
"غير القانونية" خلال ثلاثة أشهر مع التركيز على معسكرات الغجر.
ووصفت فيفيان ما يجري في فرنسا بأنه
"مخزٍ" وقالت إنها كانت تعتقد أن عهد "الترحيلات" انتهى بنهاية الحرب
العالمية الثانية، في إشارة إلى ما لقيه اليهود على يد النازيين.
وقالت إنها شخصيا مقتنعة بأن المفوضية
ستفتح ملاحقات ضد فرنسا في محكمة العدل الأوروبية في ستراتسبورغ خلال
أسابيع بتهمة خرقها اتفاقية حرية التنقل بين الدول الأعضاء في التكتل.
فيفيان شبهت ما يلقاه الغجر بما لقيه اليهود على يد النازيين(الفرنسية-أرشيف)
"قد نفد صبري"
وكانت فيفيان وهي تعلق على تعامل فرنسا مع الغجر، تتحدث بنبرة عالية وتضرب بيدها على المنبر وهي تقول "هذا يكفي. قد نفد صبري".
وتقول المفوضية الأوروبية إن دراستها القانونية لتعامل فرنسا مع ملف الغجر ستكتمل خلال أيام.
وإذا قضت محكمة العدل الأوروبية بأن فرنسا
خرقت قوانين الاتحاد فستغرمها، وسيكون هذا الحكم أيضا ضربة لصورة فرنسا،
حسب مصادر في المفوضية.
وأبدت الحكومة الفرنسية اندهاشها
لانتقادات فيفيان –التي قارنت بين ما يلقاه الغجر والاضطهاد الذي تعرض له
اليهود على يد النازيين- وقالت إنها لا تساعد في تحسين ظروف الغجر.
لن نتوقف
وأصر
إريك بيسون على أن الحكومة تحترم قوانين الاتحاد الأوروبي لكنها ماضية
قدما في تفكيك "المعسكرات غير القانونية"، نافيا أن تكون انخرطت في حملة
ترحيل طوعي أو قسري يستهدف عرقا لذاته.
ورحّلت فرنسا منذ بداية العام تسعة آلاف
غجري إلى رومانيا وبلغاريا، ألفٌ منهم رحلوا منذ الشهر الماضي، رغم دعوات
لوقف ذلك من جماعات حقوقية ومن الكنيسة الكاثوليكية والبرلمان الأوروبي
ومفوضية حقوق الإنسان الأممية وحتى وزراء في حكومة نيكولا ساركوزي.
ويقول منتقدو الحملة ضد الغجر إن ساركوزي
يستعملها لتحسين شعبيته المتدهورة تحسبا لانتخابات رئاسية تجري في 2012،
لكن حكومة الرئيس الفرنسي تقول إنها تريد فقط محاربة الجريمة.