يقول الأستاذ كريستان شافونون ( Christien Chouamon ) في مؤلفه عن الموظفين و الوظيفة العامة: ( Les fonctionnaires et la F. public ) - المسؤولين و العامة - أن عبارة موظف عام: كانت أسبق في الظهور من عبارة وظيفة عامة ، بل كانت تمهيدا لها على خلاف ما كان يجب أن يكون لأن الوظيفة العامة تصور في الذهن لمعنى الدولة بأسرها ، تلك التي يحمل لواء نشاطها العام و الخاص طائفة الموظفين، و تتبلور السلطة في أيدي الموظفين العموميين إلى حد يمكن معه القول بأن الوظيفة العامة هي وعاء السلطة العامة، و أن مولد الأولى مقترن بالثانية و أن -خلود- الوظيفة من -خلود- الدولة صاحبة السيادة و السلطان.
و حين نريد أن نحدد مفهوم الموظف العام نلجأ أولا الى القوانين المنظمة للوظيفة العامة فان لم يوجد بها فان مهمة هذا التحديد يقع على عاتق الفقه و القضاء، و حين نرجع إلى المرسوم الأساسي للوظيفة العامة الجزائري الصادر في 02/جوان/1966 نجد أنه لم يعرف الموظف العام ، ان هذا التعريف مهم لمعرفة الأشخاص الذين ينطبق عليهم المرسوم، و لكن ورد بالمادة الأولى منه أنه <يعتبر موظفين عموميين الأشخاص المعينون في وظيفة دائمة ، الذين رُسِّموا في درجة من درجات التدرج الوظيفي في الإدارات المركزية التابعة للدولة و في المصالح الخارجية التابعة لهذه الإدارات المركزية التابعة للدولة و في الجماعات المحلية، و كذلك في المؤسسات و الهيئات العامة حسب كيفيات تحدد بمرسوم ، و لا يسري هذا القانون على القضاة و القائمين بشعائر الدين و أفراد الجيش الوطني الشعبي.